Arab to English Arab to Chinese (Simplified) BETA Arab to French Arab to Italian Arab to German Arab to Italian Arab to Japanese BETA Arab to Korean BETA Arab to Russian BETA Arab to Spanish

تلقيت الكثير من الدعوات للمشاركة في إضراب السادس أبريل, ولازلت اتلقي الدعوات للمشاركة في إضراب الرابع من مايو واللذي يعول عليه البعض ليكون النسخة الناجحة من اضراب السادس من ابريل.

وعلي الرغم من عدم مشاركتي في اضراب السادس من ابريل ماديا نظرا لظروف السفر, ولكن ايضا لم اشارك فيه حتي معنويا, ولدي من الاسباب ما يمنعني من ذلك, وايضا لن اشارك في اضراب الرابع من مايو لنفس الاسباب, حتي لو كنت موجودا في مصر, والسبب في ذلك يمكن ان تقول انه خليط من عدة اسباب, منها ما هو شرعي, ومنطقي بالأضافة لبعض المبادئ الشخصية اللتي تتعارض وفكرة الاضراب عموما.
فأنا لست مؤمننا ان مشكلتنا الاساسية في مصر هي مشكلة نظام, بالتأكيد النظام جزء من المشكلة, ولكن ليس هو المشكلة في ذاتها, النظام في نظري هو النتيجة وليس السبب, السبب الاساسي في رأي هو الجهل, الجهل بكل شيء وأي شئ ابتداء من الدين.
الناس متخيلة انه لو أزيح النظام من الوجود اليوم, فسنصبح غدا وقد أضحي سعر طن الحديد ب 3,000 جنيه مرة أخري, وستختفي طوابير العيش وستنتهي مشكلة البطالة إلي اخرة, وفي الحقيقة هذة احلام ساذجة للغاية تروجها المعارضة عن تغير النظام وفوائدة, لكن ما يظهر لي هو انه اذا انهار النظام القائم الان فسوف تندلع فوضي شاملة في كل انحاء البلاد, لاتتخيلو ان النظام اللذي ظل لمدة 50 عام منذ ايام الانقلاب العسكري عام 1952 وحتي الان سوف يتحرك بمنتهي الانسيابية ليجلس في مقاعد المتفرجين ويترك للاخرين قيادة البلد!
نحن لسنا ناضجين سياسيا لنستوعب فكرة الاضراب عموما –أتحدث هنا عن النزول في المظاهرات تحديدا-, تخيل ان تعطي شخص جاهل بندقية, إن اول ما سيطلق النار عليه هو قدمية, عندنا في مصر اضراب أو النزول الي الشارع –مظاهرات- هي ان تنزل إلي الشارع لتقابل بعض الاصدقاء ثم تسير وسط المظاهرة و تحطم كل ما يقابلك في طريقك من يفط, ومحلات و اشجار, تماما مثل الجراد اللذي يأتي علي كل ما هو أخضر ويابس, الشعب اغلبه جهلاء أو مدعين العلم وهؤلاء اخطر من تدعوه إلي اضراب, سوف يقع ما ذكرته, ما نبقاش مثاليين ونفتكر ان الناس اللي قعدت 50 سنة محرومة من كل حاجة حتي ابسط حقوقها انهم يبقوا متحضرين وولاد ناس وبيتصرفوا بعقلانية لو نزلو الشارع عشان يتظاهرو او يعملو اضراب, وما حدث في المحلة, وما حدث من حرق ونهب وسلب للمتلكات العامة في مظاهرات 1977 ليس ببعيد!
جربت بنفسي نظام المظاهرات مرة واحده في حياتي –وهي الاخيرة بالمناسبة-, فقط كنت استطلع ما في الامر, وكانت مظاهرة عن فلسطين, فما وجدت غير كل ما قد يسؤ المرأ من اشياء, ففضلا عن الاختلاط الصارخ, الي تكسير المحلات والاعلانات في الشوارع, وهتافات لا توؤدي إلي شيء, فقط يهتفون بلا نتيجة, اتحرق دمي في هذا اليوم بشده ومن يومها قررت عدم المشاركة في مثل هذة المظاهرات, حتي المظاهرات المتحضرة اللتي يدعو إليها البعض, كالوقفات الاحتجاجية أو ما شابه, عندما انظر الي مثل هذة الاشياء اول ما افكر فيه, وماذا بعد؟, نعم ماذا بعد وقفة احتجاجية علي سلم نقابة, ماذا تغير!, ماذا سوف يتغير, لأشيء, ما فائدة ان تعرض مشكلتك بشكل انيق ومهذب امام من يعرف المشكلة جيدا وربما احسن منك, انه اشبه بعرض المسرحية امام مؤلفها فقط!!!....
الناس في مصر تميل للعنف في المظاهرات و خصوصا عندما تكون المظاهرة ضد اي شيء مرتبط بالحكومة, دائما ما يفلت الامر حتي في وجود العقلاء اللذين يعملون علي تهدئة الجماهير. لكن دائما ما يفلت الامر, الكل يبدأ بأعتدال ثم فجأة تنطلق الشرارة ويبدأ التحطيم والتكسير, شاهدت هذا بنفسي, لا احد يعرف كيف بدأت, اخر ما يتذكرونه هو ان كل شيئ يسير علي ما يرام ثم بدأ التحطيم, في النهاية لا يجد هؤلاء العقلاء غير الانسحاب, راجعوا ما كتب عن احداث المحلة اللتي بها 1.5 شخص ويناير 77 وحريق القاهرة, ستعرفون ما أعني, هل يعرف احد من حرق القاهرة حتي بعد مرور 50 عاما, انها نفس الشرارة مجهولة المصدر اللتي نتحدث عنها, بالتدريج ينتشر التحطيم والتكسير ليشمل الجميع, وقد يطول التكسير احد محلات الاقباط, تستطيع ان تتخيل ما سيحدث عندها!, لا تيقنعني احد بأن هذة المرة سيكون الامر منظم, لا تقنعني باننا سنكون متحضرين ونتصرف بعقلانية, الامور ستفلت غصبا عن الجميع, الاعصاب مشدودة, والناس ضاق بها الحال, وفجأة وجدوا الفرصة ونزلو للشارع, ماذا تتوقع ما يحدث في القاهرة اللتي بها 18 مليون شخص وهي مركز الاعمال الرئيس –والوحيد- في مصر!!!
تغير النظام لن يغير شيئا, بل الظاهر لي ان تغير النظام بالعنف والمظاهرات والاضرابات سوف يأتي بنتيجة عكسية, وعندها سوف نترحم علي ايام "النظام السابق" االلذي كان يوفر الامن لحد ما, اما اذا تغير فسوف تجد الجميع يتنازع ليفوز بالكعكة الرطبة واللتي هي الحكم في مصر, الكل سيتنازع, لا تحدثني عن ديمقراطية, لا تحدثني عن اخلاق, لا تحدثني عن تدين, الكل سيتنازع, والكل سيحارب بدعوي انه الاحق بالكعكة من الاخرين, الكل سيري في نفسه المنقذ الاسطوري اللذي جاء ليخلص الشعب من العهد البائد, كل التيارات السياسية ستنزل للشارع مطالبة بحقها, الجيش قد يتهور و يفعل شيئا مماثلا, غير اني اشك في هذا فالجيش تم تدجينه لدرجة غير عادية وسيظل ولائة للنظام حتي النهاية, الشرطة ايضا كذلك, وهما خطي الدفاع الاخيرين للنظام, وهو علي استعداد دائم لاستخدامهم وقد فعل في غير مرة بالمناسبة, في مظاهرات 1977, وفي احداث الامن المركزي عام 1984, أذا النظام ما "بيتهوش" من الحاجات دي, وهو يدرك انه الاقوي علي مدار اللعبة, النظام يلعب معنا بنظام God-Mode كما في الجيمز وهما ما يعني انه لا يموت اطلاقا.
المشكلة في الشعب, سأظل أرددها حتي النهاية, المشكلة فينا نحن, في جهلنا بحالنا وجهلنا بديننا, والشيزوفرينيا اللتي نتعامل بها بيننا وبين الاخرين, الكل يدين النظام الظالم, فهل كنت عادلا بين أولادك, النظام استبدادي, فهل كنت ديمقراطيا مع زوجتك, النظام لا يطبق شرع الله, فهل صليت الفجر و كففت يدك عن الربا والحرام, النظام يسرق وينهب البلد, فهل تعففت انت عن وصلة الدش المسروقة, أو عن كابل الانترنت اللذي تشارك به الاخرين, النظام همجي وغير متحضر, فهل تقود سيارتك بتحضر, و تنتظم في اشارات المرور, النظام يبيع القضية الفلسطنية, فهل اشتريتها انت, هل فعلت شيئا لها. فلنسأل انفسنا من اللذي يسرق الخبز من الناس ويبيعه للفنادق, نحن ام الحكومة, من اللذي يغلي اسعار السلع الاساسية, واللتي تدعمها الحكومة, نحن ام الحكومة, من اللذي لا يعبأ بأشارات المرور في الشوارع, نحن أم الحكومة!
انا لست متشائما كما قد يظن البعض, فقط احاول ان احلل الامر بمنطقية, فأنا مثل الجميع, اكره النظام ككرهي للعمي أو أكثر, ولكن لنكن واقعيين ومنطقيين, وأنا لا أقلل من قيمة العمل نفسة إذا كان هادفا ,فلست ضد فكرة الاضراب عموما, فالاضراب اذا كان علي مستوي ضيق و محكم فلا اري به بأس, أما الاضرابات الشعبية العامة فضررها اكبر من نفعها كما وضحت,ثم لماذا الاضراب بمعني النزول إالي الشارع, هناك اشكال عديدة من الاضراب, في اليابان مثلا الاضراب عندهم يسمى "الاغراق في العمل", حيث يعمل الموظفون بزيادة غير عادية فيؤدي هذا إللي انتاج زياده عن الحد فلا يجد من يشتريه, اضراب ذكي ولا شك, فضلا عن انه يصنع مشكلة مؤقته يمكن حلها لاحقا لاصحاب العمل عند تسويق تللك الكمية الهائلة, غير انه لو تم حل المشكلة والتفاوض مع العمال فسترجع الامور الي طبيعتها, لم يكسروا شيءا, لم يجطموا المصانع, انهم يفكرون ويتحركون, في إيطاليا الاضراب عندهم يسمي "أعمل وفق ما يقوله القانون بالنص" هو أن يعمل العمال اعمالهم كما يقول الكتاب تماما بلا اي زيادة او تحسين, رجال الامن يفتشون الجميع بدقة, حتي الاطفال, العمال يعملون 8 ساعات بالثانية, الممرضات لا يقمن بأعباء أضافية وهكذا, يجب ان يعلم الجميع ان الاضراب ليس هدفا في ذاته, الاضراب مثله مثل الاسلحة النووية, الكل يعلم انه لن يتم استخدامها,. فقط هي موجودة كسلاح ردع, ولهذا تجد انه في أمريكا يتم تصفية 98% من الاضرابات بالتفاوض, فالكل سيخسر إذا حدث الاضراب فعلا.
الكل ينسي "مثلما تكونوا يولى عليكم", الكل ينسي "إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم", الكل ينسي, أو فلتقل الكلي يحلو له ان يتناسي, ماذا جنينا من تغير رأس النظام في السابق, هل جاءت "الثورة المباركة" بما ينفع, هل نفعتنا بشيئ, ألا يترحم الناس الان علي الرخاء اللذي كانت تنعم به مصر ايام الملك, الا يتحدث الجميع عن الايام اللتي كان"الجنيه فيها بيساوي جنيه ذهب", الكل ينسي "وإذا أردنا ان نهلك قرية أمّرنا مترفيها ففسقوا فحق عليها القول فدمرناها تدميرنا", تللك الايه الكريمة واللتي يقرأ فيها الفعل "أمرنا" في أحدي القرءات المتواترة بالتشديد, لتكون بمعني جعلناهم أمراء, وكأن الايه تقول ان اهل القريه يفسدون, فيغضب الله عليهم فيولي عليم من يكون سببا في هلاكهم جمعينا, ولو كان ان التغير للأحسن يأتي من الرأس لأرس الله رسوله ملكا أو أميرا, ولكنه ارسله من عامة الناس, فهكذا يكون التغير بحق, وقد شدد الشرع جدا في مسألة الخروج علي الحاكم, حتي لقد كان يكفر من يخرج عليه, حتي لو كان ظالما, فقط لو منعك النظام من الصلاة وصرح بالكفر, وهذا ما لم يحدث حتي الان!
ما اللذي يمنع الناس ان يكونوا اسوياء ويتعاملوا بالحسني ما بينهم, أهو النظام , النظام هو اللذي يمنعك عن صلاة الفجر, وعن صلة الرحم, وعن الصلاة في اوقاتها, وعن التقدم في دراستك, وعن اتقان عملك و عن سيرك يأحترام في الشارع وعن احترام قواعد المرور, النظام يمنعننا من هذا بالله عليكم, الكل يهرب من الحقيقة المؤلمة, ويستغل تللك المظاهرات او الوقفات لانها البديل الاقتصادي والرخيص لعمل شيئ مفيد, فضلا عن الشعور بالانجاز اللذيذ اللذي تحصل عليه بالمجان من الاشتراك في مثل هذة الاشياء, ثم تذهب مع اصدقاءك اللذين قابلتهم في بداية المظاهرة لتتناولو الغذاء في ماكدونلدز وبعدها تشاهدون وصلة ال المسروقة ART !!!!!!!
أنا لا أدافع عن النظام,فالنظام ليس ملاكا فلديهم اخطائهم القاتلة في حق الشعب, ولكن انا اتحث عما يمكن ان نفعلة ويأتي بنتيجة, حتي ولو لم تكن نتيجة لحظية,النظام سيئ ولا شك, ولكن ليست هذة اكبر مشاكلنا, وهذا ما اردت ان أقوله والله من وراء القصد.



Recommended Money Makers